وأنت تجول في شوارع اللاذقية حاول أن تمسك الدموع، فهنا صورة لشهيد وهنالك عائلة صامدة بمن بقي منها حيا تبحث عن الشهادة في سبيل رفعة سورية، ليست صورة من صور الصمود أو الخيال العسكري لرفع المعنويات، هي حقيقة ما يجري في الساحل السوري وهو عينة عن كل ما يجري في المدن السورية.
عائلة كاملة قضت نتيجة الإرهاب في ريف اللاذقية الشهيد "سليمان يوسف فطيمة" وهو أخ لشهيد من شهداء الجيش العربي السوري واسمه "محمد"، للشهيد سليمان إبنان في الجيش العربي السوري وهما العقيد "بسام" والمساعد أول "حسان" وهما على درب الشهداء، الإبن الثالث "باسم" استشهد برفقة الأب، الأم "سميرة غالية" رفضت أن تترك زوجها وابنها فاستشهدت، لتلحق بها زوجة ابنها الشهيدة "روضة ياسين"، وأكثر ما يدمي القلب ما ذكر في ورقة النعي أن الشهداء غادروا مع "أطفالهم"، لا تحبس الدمع.. أطفالهم رحلوا معهم إلى جنة الخلد، ولم تتسع أوراق النعي لذكر أسمائهم أو أعمارهم، عائلة زينت الساحل السوري ولم تبخل حتى بأطفالها!!.
كثيرا ما سمعنا أثناء الحرب على سورية عن شهيدين أو حتى ثلاثة من عائلة واحدة، أخوان في الجيش السوري من عائلة "محمد" هما الشهيدان "غدير والنقيب عمار" هم أول من افتتحوا درب "الشهادة العائلية"، بعد استشهاد "غدير" بأقل من أربعين يوماً استشهد "عمار" ليبق الأخ الثالث "دريد" ضابطاً في الجيش العربي السوري، تتوالى مواكب الشهادة باتجاه الساحل السوري، عائلات تتبارى ببذل الدماء فداء لسورية، جثامين تسير مكللة بالغار يزفها أهل المدينة بالأرز والرصاص الفخور، لله درك سورية كم لديك من أبناء كرماء وعائلات كريمة.
أكد السوريون خلال العامين والنصف من عمر العدوان على سورية أنهم الأكثر كرما والأكثر بذلا للدماء، وأنهم أبناء هذه الأرض طينتهم من ترابها الذكي، ووعيهم ثابت ثبات السنديان على سفوح الجبال، ومهما استمر العدوان لن يضعف عزيمتهم وإن اجتمعت على بلادهم كل جيوش العالم.
NOTE:I`
هذا المقال مأخوذ من موقع الياطر نيوز