قال سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية د.أحمد بدر الدين حسون في محاضرة بعنوان «الطاقة ودورها في صناعة السلام» إن وزارة النفط تحتاج لعلم دقيق بنوع الطاقة المخزونة في الكون وأمين يحافظ عليها ولايهدرها ولايضيعها، فالطاقة في الكون متعددة من ماء ونار ونور ورياح وبترول والذي هو أدنى طبقات الطاقة، وكل أمة تمتلك روحاً نيرة تعدد طاقاتها وتستفيد منها، وكل أمة لاتملك هذه الروح تحرق طاقاتها.
![المفتي حسون : ثروتنا الأغلى هي الإنسان 00634561-w450](https://2img.net/h/tishreen.news.sy/tishreen/public/file/10/cc/934b91ca133bdc0212c63b04ffc5/00634561-w450.jpg)
وتحدث حسون في محاضرته بالشركة السورية للنفط عن بدء الطاقة في حياة الإنسان وعن مدى قوة الطاقة الكامنة فيه وفي باطن الأرض، مبيناً أن المستهدف اليوم بسورية هو الفكر السوري المتألق أكثر من آبار البترول، وأن الطاقة الإنسانية أقوى من براميل النفط وأسمى من تذبذبات أسعارها، ومن يضغط على سورية ويستهدف طاقاتها النفطية، إنما يسعى لتدمير طاقة الروح والفكر والعقل لديها وهذا الهدف الذي تستهدف فيه وزارة النفط اليوم. مؤكداً أن الإنسان هو أهم ما تستهدف فيه وزارة النفط اليوم عبر أدوات هي الآبار والطعام والشراب والماء.
وأشار إلى أن الطاقة بدأت في حياة الإنسان منذ اللحظة الأولى لإيجاده، مستنداً في ذلك لقوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) فالله يملك الطاقة ليجعل من الإنسان خليفة لأنه «نور السموات والأرض»، والإنسان أيضأ هو الطاقة التي أخذت من الله مباشرة وذلك حينما سواه ونفخ فيه من روحه.
وأضاف: لاتستغربوا وجود أعداء لسورية من العالم في كل منطقة الشرق الأوسط لأن سورية هي البوابة التي إذا سقطت سقط الآخرون، وأعداؤنا لايدرون أن سورية هي بوابة النور لمن أراد لها نوراً وبوابة النار لمن أراد بها ذلاً أو قهراً وهم لايستطيعون الوقوف أمامها، مشيراً إلى أن المؤامرة في مصر استغرقت أسابيع وفي ليبيا أياماً وفي تونس ساعات، ولكن حينما جاءت المؤامرة إلى سورية بكل الطاقات العربية والغربية والشرقية والديمقراطية لإذلال شعبها فإنها فشلت لأن شعبها يملك الطاقة التي لاتخبو والتي هي سر الصراع الدائم بين إبليس وآدم.
ولفت إلى أن القرآن الكريم يدلل إلى أن المسلمين سيخترقون الفضاء وسيصلون لآفاق بعيدة لكن استعمار الغرب وسرقتهم لكنوز العرب قبل مئات السنين سيسبب سباتهم في نوم عميق لكنهم سيستيقظون يوماً، كما أن المسلمين يعتقدون بحجج قرآنية بأنهم قادرون على تفكيك الأهرامات ونقلها من مكان لمكان بثوانٍ ثم إعادتها كما كانت، واختراق الماضي والمستقبل عبر الطاقة.
وشدد على ضرورة عدم احتكار الثروات بل الاستفادة منها وتطويعها لمصلحة الإنسان، فالبترول يجب أن يكون تحت قدم الإنسان لافوقه، ولاينبغي أن يكون مسبباً لامتلاك الثروات والسلطات للأمراء في الوقت الذي يحرم فيه الآخرون من أمور كثيرة، فالناس شركاء في الكلأ والماء والنار والتي تشكل قوة الطاقة. وأوضح أن وزارة النفط بحاجة إلى معهد للطاقة يرتكز على كوادر بشرية مؤهلة فثروتنا الأغلى حالياً هي الإنسان، وخاصة أولئك الجنود الذين وقفوا في مصافي النفط وسهروا على حمايتها لإعادة النور للناس.