نستطيع أن نقرأ دهشة العالم بأسره بالمقدرة العالية التي أبداها جيشنا البطل في مواجهة الإرهاب من خلال تخبّط هذا العالم بالتعامل مع الملفّ السوري بكل تفاصيله، وتبدلات المواقف الدولية على وقع ضربات الجيش العربي السوري وتماسك صفوفه الذي يزداد يوماً بعد يوم.. ونستطيع أن نقرأ أيضاً أنه في يوم من الأيام أراد الحاقدون أن يفتتوا عضد الجيش العربي السوري من خلال بثّ الأكاذيب عن انشقاق هنا وعن تمرّد هناك لكن الحقيقة السورية كانت أقوى من كذبهم ومن ضلالتهم، وكان إيمان بنادقهم أصدق من زيف فتاويهم وتلوّن مشاعرهم..
بكل الحبّ ننادي جيشنا الباسل ضباطاً وصف ضباط وعناصر ونقول لهم: إليكم في يوم عيدكم ألف تحية وسلام، فبكم ومعكم أبت أن تُذل النفوس الكرام، وبكم ومعكم سيبقى عرين الشآم «بيت حرام»، وبكم ومعكم سنطهّر ربوع سورية من دنس الإرهاب وخفافيش الظلام..
لا نعتقد أن هناك من الكلام ما يرتقي إلى مستوى ما يقدّمه بواسل جيشنا العربي السوري من بطولات وتضحيات في سبيل أن يبقى الوطن حرّاً عزيزاً سيّداً، ولا نعتقد أن عبارات التمجيد كافية للتعبير عن الشكر لهذا الجيش المغوار الذي يخوض الحرب الأشرس ويدكّ من خلالها معاقل الإرهاب ويُبطل مفعول المشاريع الاستعمارية الجديدة التي يحاول الغرب فرضها علينا مستغلاً ضعف العمق العربي وانجرار تجّار النفط والغاز خلف مخاوفهم على الكراسي التي بدأت تهتزّ تحت كروشهم الممتلئة جهلاً وتخلفاً وطمعاً..
على عتبات كلّ صباح جديد نقلّب الصحف ومحطات التلفزة متسائلين عن الجديد في مجريات الأحداث التي تؤرقنا وتتعبنا فتشرق في ترقّبنا جبهةٌ سمراء زرعت فيها الشمس كلَّ حرارتها وتوهجّها فيتعطّر ذلك الصباح بوعد النصر والفرج القريبين، يقسم كل بطل من أبطال جيش سورية الأبيّ أنه ماضٍ على ذات الإيمان وعلى ذات الصراط ما دامت هناك قدمٌ غريبةٌ تدنّس مشاويرنا وطرقات أغانينا..
في هذا اليوم الأغرّ، في عيد الجيش العربي السوري، وفي الوقت الذي يزداد فيه السوريون التفافاً حول قيادتهم وتمسّكاً بوطنهم وثقةً بجيشهم، وفي الوقت الذي يلمّ فيه المتآمرون خيولهم العرجاء من الساحات هرباً وهزيمةً، فإن الوفاء عهد علينا لكل مقاتل عربي سوري ترك خلفه أحبة أعزاء ومضى إلى حيث يستعذب الموت في سبيل قضية عادلة ووطن غالٍ، ويفرض علينا هذا الوفاء أن نجلّهم ونجلّ أسرهم وأبناءهم وأن نفعل كل ما من شأنه أن يعزز قدراتهم وصمودهم ويدعم بطولاتهم...
لم يعد الأول من آب وحده هو عيد الجيش العربي السوري بل أن كل يوم سوري لبس ثوب هذا العيد، وكل مواطن سوري أصبح مقاتلاً مجلبباً بكل القيم التي كرّسها جيشنا العقائدي البطل، وكل يوم وسورية جيشاً وشعباً بألف خير.